في طريقه لاستلام عمله الحديث كان متفائلاً إلى حد لم يخطر له ببال ، السماء مضاءة بزرقة تُذكر بمحيط ، والأشجار أكثر خُضرة مما رأها في أي يوم مضى . لكن الشيء الوحيد ذلك الذي ما كان يتلاءم بتاتاً مع جلال المشهد كان فرطُ الصمت . صمتُ عميق لا يليق بصباح يذهب فيه المرء لاستلام عمل حديث مرتدياً أحسن ملابسه ؛ صمت يتدحرج حوله كُراتٍ بيضاء تتجاوز وتعود مرة أخرى صاعدة باتجاهه ، تتجاوزه ، يلتفت اليها ، تصعد ارتفاعات لا تراها العين إلى أن تغدو أكثر علواً من جبال المدينة كلها ، ثم تتدحرج مرة أخرى ببطء كما إذا أنها لا ترغب أن تخرج النور .
حمل من هنا
المصدر
تحميل كتاب شرفة الهذيان pdf
تنزيل كتاب شرفة الهذيان pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق