نطوي على رواية تدور أحداثها في مدينة عنابة (بونة إبان الحقبة الاستعمارية)، تضع القارئ آنذاك وحتى اليوم في الأجواء تلك التى كان يعيشها الإنسان الجزائري البسيط في كل مدينة جزائرية كعنابة، حيثما مؤثرات النمط الأوربي ربما طغت على الجو العام. فالعم محمد والطفل هادي والسكير إبراهيم وزوجته كانوا يمثلون الشعب الجزائري بكل فئاته، فالعم محمد يمثل الأصالة المتجذرة في الأمة، ويمثل إبراهيم مع انحرافه عن الطريق السليم الجيل ذلك الذي احتك وعايش المجتمع الأوربي في الجزائر، حيثما كان في حيرة من أمره. فما تعلمه صغيراً وغاص في أعماقه لا يتناسب بما يطفو على السطح مع أحاسيسه العميقة. إنه الفراغ ذلك الذي يعانيه كل امرئ غير مقتنع بعقيدته ومقوماته الأخلاقية، لكنه استدرك الأمر وأدّى إبراهيم فريضة الحج، مما يشير إلى أنه مهما حاد المؤمن عن سواء السبيل، فإن إخلاصه يجب أن يعيده إلى الهداية وإن طال زيغه. وظلت زهرة زوجة إبراهيم على ما عانته من ويلات وعربدات زوجها الليلية تكن له كل الاحترام، وتتمنى له الخير وتعامله كأنه أخوها أو ابنها. ومسبحة أم إبراهيم كانت تمثل لها الرصيد الثقافي المتوارث عبر الأجيال. ويتوب إبراهيم السكير، والطفل هادي يتحدى رفاقه ويصعد إلى المركب ليحج هو الآخر بعزيمة أقوى من أن تقهر. وتتميز الرواية بسلاسة الأسلوب في سرد الأحداث وغناها بعنصر التشويق والتنكيت والطرافة.
حمل من هنا
المصدر
تنزيل كتاب لبيك : حج الفقراء pdf
تنزيل كتاب لبيك : حج الفقراء pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق